كلمة رئيس الجامعة

تمتدّ قصّة الجامعة العبريّة على مدى قرن من البحث، التدريس والفكر. تتحقّق هذه القصّة في ثلاث دوائر مركزيّة، والتي من خلالها يمكننا أن نفهم الروح الفريدة لجامعتنا.

الدائرة الأولى هي الدائرة العلميّة. فشغفنا ورسالتنا هي إنتاج المعرفة الرائدة. العلم ليس العمود الفقريّ للبحث العلمي فحسب، بل هو أيضًا الأساس لتأهيل الجيل القادم من الطالبات والطلاب الذين سيقودون المجتمع الإسرائيليّ والدوليّ في مواجهة تحدّيات الغد.

الدائرة الثانية هي الدائرة الإنسانيّة. في أقسام حرمنا الجامعيّ، يجتمع مجتمع متنوّع من الهيئتين الأكاديميّة والإداريّة جنبًا إلى جنب مع الطالبات والطلّاب من جميع فئات المجتمع. نحن نأتي من خلفيّات مختلفة ومعتقدات ووجهات نظر متنوّعة، لكنّنا جميعًا شركاء في خلق روح واحدة - روح التعلّم، التفكير الإبداعيّ والنقديّ، المسؤولية الاجتماعيّة والحياة المشتركة. إنّه مجتمع يشجّع طرح الأسئلة الصحيحة، التفكير بشكل مستقلّ وعدم اعتبار أيّ شيء أمرًا مسلّمًا به.

الدائرة الثالثة هي الدائرة الاجتماعيّة. منذ بداياتها، كان للجامعة تأثير حاسم على المجتمع الإسرائيليّ وحتّى خارجه. الأفكار التي نبتت هنا، والأبحاث التي أُجريت هنا، وخرّيجونا - كلّ هذا يُغيّر وجه المجتمع يوميًّا. إن تأثيرها عميق للغاية لدرجة أنّه من الصعب أن نتخيّل إسرائيل بدون الجامعة العبريّة.

بين هذه الدوائر الثلاث تكمن قصّتنا: جامعة تحقّق إنجازات مُبهرة، ولكنها لا تكتفي أبدًا بما حقّقته. نحن نسعى أيضًا إلى دمج الثروة الاجتماعيّة والثقافيّة للمجتمع الإسرائيليّ - بما في ذلك الشباب والشابّات المتميّزين من المناطق البعيدة عن المركز والأقلّيّات (العرب، الحريديم، إلخ)، والأوائل في عائلاتهم في الذين يصلون إلى التعليم الأكاديميّ، والذين يحطّمون الأسقف الزجاجيّة ويندمجون في مراكز التأثير في الاقتصاد والمجتمع.

إنّ نجاحنا كمجتمع أكاديميّ - ونجاح دولة إسرائيل - يعتمد دائمًا على الحقّ في التفكير بحرّيّة. إنّ هذا حقّ أساسيّ مكفول لكلّ إنسان، بغضّ النظر عن الجنس، الدين، العرق أو الجنسيّة، الوضع الاقتصاديّ أو وجهة النظر السياسيّة. إنّ المناخ الديمقراطيّ، الحرّ والمفتوح وحده هو الذي يضمن لنا جميعًا - الباحثات والباحثون المحاضرات والمحاضرون، الطالبات والطلّاب، - القدرة على طرح الأسئلة، الابتكار، التشكيك والتطوير.

في الجامعة العبريّة تحدث المعجزات من صنع الإنسان كلّ يوم. حتّى في أوقات الأزمات، مثل الفترة الحاليّة، حتّى عندما يتمّ التشكيك في قيَمنا، فإنّنا نحافظ على التميّز الأكاديميّ، ونعزّز التنوّع والمساواة، ونطوّر حياة مجتمعيّة نابضة بالحياة وحرّة. بهذه الطريقة، نحن نشكّل نموذج حياة مشتركة – للمجتمع الإسرائيليّ وللعالم أجمع. وهذا مصدر فخري.

 

أ. د تمير شيفر

رئيس الجامعة العبريّة في القدس